ماذا ينتظر اللّبنانيون من العام الجديد؟
أحدٌ لم يتوقع ما كان يخبئه العام المنصرم، عام يصحّ وصفه بـ”الدموي”، يكاد يخلو من أيّ حدث إيجابي، فقد غرق اللّبنانيون بالويلات والمصائب، مستشفيات ضافت بالمرضى، مدارس وجامعات فرغت من طلّابها، مطاعم ومنتجعات هجرها روادُها فأقفلت إلى حين انحصار الأزمة، شوارع غرقت بالسيول، مواطنون نُهبت أموالهم ممّن يُفترض أنهم مؤتمنون عليها، انفجار خلّف جثث وضحايا بالمئات، جوع وفقر يلوح عن قُرب ويهدّد نصف الشعب، وضع أمني آيل للانفجار في أيّ لحظة.. كوارث حالت دون طمأنينة الشعب الذي بات القلق رفيقه اللّدود حتى أصبح لسان حاله يقول “اللّه يمضّي هاليومين ع خير”.
ولكن ماذا عن العام المقبل؟ هل لدى اللّبنانيين أي بارقة أمل؟. “أحوال” كان له جولة في شوارع بيروت، ليقف عند آراء وتوقعات من كُتب لهم أن يولدوا في هذه البقعة الجغرافية.
رودينا، متخرجة من كلية الحقوق: اللهم الهجرة
رودينا تبدو غير متفائلة بالمقبل من الأيام، تقول “ما أتوقعه بالتأكيد أنّ الأوضاع في عام 2021 لن تكون أفضل من السنة التي مضت، ولكن اللّهم الهجرة هذا ما أتمناه”.
وتضيف: أنا لا أؤمن بتأطير الأحداث على أساس الوقت أو الزمن، فما أريد تحقيقه في حياتي سيتحقق ولكن ليس من الضروري أن يتحقق في سنة معينة. ولكن ما نعانيه اليوم من أوضاع اقتصادية وتحديات أمام الشباب بالتأكيد تشكل عائقًا أمام تقدمنا، ولا أحد منا يستطيع أن يضع خطة محدّدة ويمشي عليها، فنحن لا نعلم ماذا ينتظرنا.
إيهاب، طالب في مرحلة التعليم الثانوي: العام المقبل سوف يكون أفضل
إيهام يبدو أكثر تفاؤلًا من مواطنته رودينا، يقول “أتوقع أنّ العام المقبل سوف يكون أفضل من 2020 هذا على صعيد كل العالم، وذلك من ناحية التأقلم مع فايروس كورونا.
يضيف: أتوقع أننا سنطور قدراتنا في ما يخص الدراسة “أونلاين” سنعتاد الأمر، وعلى الصعيد الشخصي سوف أحقق قسم من الأمور التي أتطلع إليها… أؤمن بذلك”.
حسين طالب جامعي وناشط سياسي: أتوقع بعض الإيجابيات “الآنيّة”
حسين يرفض وصفه بالمتشائم، يقول أنا واقعي “لا أتوقع من هذا العام أن يكون أفضل، ففي الأيام المقبلة سيتم رفع الدعم و ستزداد معاناة الشعب اللّبناني، وستبدأ التحركات الرافضة”، إلّا أنّه لا يعوّل عليها، فبرأيه “ستكون بسيطة”.
ويستدك بالقول: أتوقع أنّي من الممكن أن أحصل على بعض الإيجابيات من هذه السنة، فقط إن وجدت عمل و عثرت على ما أريده، ولكن كل هذه الأمور ستكون آنيّة سأشعر أنّني أعيش لأجل اللّاشيء، فلا مستقبل ينتظرني في هذا البلد.
راغدة، أمّ وربّة منزل: ما من أمل في وطننا
تقول راغدة “لا أستطيع التوقع ماذا سيحصل في بلد كالذي نعيش فيه، فنحن نعيش بشكل يومي، ما من أمل في وطننا إن لم تتغيّر المنظومة الفاسدة التي تحكمنا”.
تضيف: أريد أن يعود إبني من الخارج وأن يكون إلى جانبنا، ولكن الوضع هنا هو من أجبره كغيره من الشباب على الهروب.
يسيطر الخوف والقلق على الناس في الشوارع، هذه الشوارع التي كانت تضجّ بالمارة، تجدها اليوم فارغة ومريبة، الناس وإن وجدوا فَبِوجوه مكفهرة وقلقة، الذعر يملأ العيون، كلٌّ شبك يديه وغرق في همّه، حتى الأمل يخشاه هؤلاء، فهم ما عادوا يتحمّلون خيبات… المشهد تعيس جدًا هنا.